مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة
بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا، حتى يبلغوا السماء الدنيا، من محبتهم لما يطلب، لا
شك أيها الفضلاء، أن الأمة لا تزال بخير، ولا يزال يُرجى لها الخير ما ظهر فيها
العلم، ونشر فيها العلم، وأقبل أفرادها على العلم، فإن العلم شجرة كل خير، كما أن
الجهل شجرة كل شر، والعلم النافع يهذب الشهوات، ويطرد الشبهات، اعلم هديت أن أفضل
المنن، علم يزيل الشك عنك والدرن، فما أعطي المسلم أعظم بعد دينه وإسلامه من علم
نافع، ينتفع به في دينه ودنياه، ولا شك أن العلم من أعظم معالم الجهاد في سبيل
الله، ولذا عظم أجره وثوابه، فكان سبيلا إلى الرفعة، يرفع الله الذين آمنوا منكم
والذين أوتوا العلم درجات، وكان وسيلة لعظيم الثواب، ولو لم يرد في ذلك إلا قول
النبي صلى الله عليه وسلم "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو
يُعلمه، كان له كأجر حاج تاما حجته". لو لم يرد إلا هذا الحديث لكان ذلك
كافيا للمسلمين جميعا، لأن يُقبلوا على العلم تعلما وتعليما، سبحان الله بمجلس علم
واحد، تُقبل عليه، مخلصا لله عز وجل مرادك أن تعلم خيرا، أو تتعلم خيرا، يكتب الله
عز وجل لك به أجر الحاج الذي تم حجه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وكلما
أكثرت من تلك المجالس كلما كان فضل الله عليك أعظم، ولا شك أن العلم في زماننا هو
جهاد هذا الزمان، ولذا ينبغي علينا أن نعتني عناية عظيمة بالهمة في طلب العلم، وبالاجتهاد
في طلب العلم، وبنشر العلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق